أهل السنة والجماعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهل السنة والجماعة

موقع أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية والعقائدية والرد على من خالفهم

  نرحب بكم بمنتدى أهل السنة والجماعة ، نرجو منكم الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك ، هدفنا من هذا المنتدى النصيحة لأنفسنا ولغيرنا ولسائر المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة ، الدين النصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم .

    اقوال العلماء عن عقائد ابن تيمية

    المرابطون
    المرابطون


    عدد المساهمات : 26
    تاريخ التسجيل : 08/08/2009

    اقوال العلماء عن عقائد ابن تيمية Empty اقوال العلماء عن عقائد ابن تيمية

    مُساهمة  المرابطون السبت أغسطس 15, 2009 2:12 am

    ولعل جهل هذه الحقيقة ـ أعني رجوع ابن تيمية إلى الحق ـ كان سببا رئيسا في تأرجح كلمة العلماء فيه بعد وفاته ، ففي القرن التاسع الهجري جاء إلى البلاد المشرقية الإمام الكبير والمناظر الخطير الضارب بسهم وافر في شتى العلوم العلامة محمد بن محمد الشهير بالعلاء ابن البخاري وكان معظما عند أرباب الدولة ، مفخما عند العلماء أشعري الاعتقاد ، سيفا مسلولا على أهل البدع ، وكان ممن يكفرون طائفة ابن عربي الصوفي ويزبد ويرعد فيهم وصنف في إكفاره ، فلما وصل هذا العالم إلى مصر والشام وكان معظما لابن تيمية ، فعارضه البعض بكلام ابن تيمية المخالف لعقائد المسلمين فطالع العلاء البخاري عقيدة ابن تيمية من جديد وصار يحاول الاعتذار عنه وآل الأمر في آخر المطاف إلى أن كفر ابن تيمية وصنف في ذلك كتابا يكفره فيه ، بل ويكفر من سماه بشيخ الإسلام ، فرد عليه ابن ناصر الدين الدمشقي الصوفي الأشعري بكتاب سماه الرد الوافر ، وقد قرض الكتاب الأخير جماعة من كبار علماء مصر منهم الحافظ ابن حجر والبدر العيني والشمس البساطي والبلقيني وغيرهم ، واعترضوا على تكفير ابن تيمية ، متعللين بأنه لم يكن يصر على الباطل ويلمحون إلى رجوعه الذي أسلفناه ، وهذا هو الحق ، فابن تيمية لم يحفظ عليه بعد تاريخ الرجوع المذكور أنه حوكم في العقائد إلى اليوم ، وتلاميذه من بعده مختلفون ليسوا على رأي واحد ، فمنهم قلة قليلة بقيت على آرائه التي كان عليها قبل رجوعه ، ولم يصدقوا بأنه رجع عنها ، وأكثرهم لم يكن يوافقه عليها ، بل البعض منهم لم تكن له دراية بأمور العقائد ، وجماعة من تلاميذه يعلمون بأنه قد تاب مما خالف فيه ، لهذا كانت المدرسة المصرية أعدل الطوائف فيه ، فهي لم تأخذ بشذوذاته العقدية التي يكفر معتقدها ، ولم تقل بتكفيره أيضا لما ثبت عندهم من رجوعه ، ومع هذا فقد استمر خلاف المسلمين فيه من ذلك الوقت إلى اليوم ، ولم تكن الناس بل ولا العلماء وطلاب العلم يلتفتون إلى هذه المسألة أصلا قرون طويلة ، إلى أن قامت الدعوة الوهابية من نجد الفتنة فتبنت آراءه كلها بشكل مجمل غير مفصل بشكل رهيب ملفت للنظر وقدسوه وعظموه غاية التعظيم ، حتى صار ابن تيمية عندهم مساويا لكلمة السلف !!! والسلف مساوية لكلمة ابن تيمية ، وغلوا فيه غلوا عظيما ، وبدأت كتب ابن تيمية تظهر إلى الوجود مرة أخرى ، بعد ان أعدمت في حياته ونزعت ومزقت وحرقت واندثرت وما كان احد يجرؤ على إظهارها ومدارستها علنا ، فعادت طباعتها من جديد في دولة عبدالعزيز آل سعود !! ولما لقيت الدولة السعودية الجديدة اعترافا دوليا وبدأت علاقاتها بالدول الإسلامية المحيطة تتحسن بدأت كتب ابن تيمية تتدفق من المطابع السلفية بالمملكة ، غير عارفين بمغبة هذا الأمر وما يمكن أن تحدثه كتب ابن تيمية ، ولم تخضع في حينها للدراسة والمناقشة والفحص بل ولا التحقيق والتأكد من صحة نسبتها إلى ابن تيمية ، وهكذا رجع الخلاف من جديد وبدأ الصراع القديم يتجدد بسبب كتب ابن تيمية ، واضطرب الوضع ، وأحس كثير من العلماء بالخطر الذي تحمله كتب ابن تيمية والذي قد تظهر آثاره على المدى البعيد ، فهب جماعة من أهل العلم ـ وما أكثرهم ـ للرد على كتب ابن تيمية وما فيها ، علماء من المغرب وتونس وموريتانيا والجزائر ومصر والسودان وتركيا والهند واليمن ومن كل بلاد الإسلام تقريبا ، والناس البسطاء والشباب المتحمس للصحوة الإسلامية يحسبون أن القضية تقف عند حد مسألة التوسل والقبور وبعض الألفاظ ومسالة التقليد أو الاجتهاد وأشياء من هذا الباب !!! ولم يعلموا حقيقة الأمر المرير الذي أدركه المحققون من العلماء ، حتى أن بعض العلماء من شدة خوفهم على عقائد الناس آثروا السكوت لظنهم أنه الحل لصرف الناس عن كتب ابن تيمية ، ولكن البعض الآخر كان يرى أن السكوت من شأنه فيما يأتي من الزمن ويستقبل من الوقت أن يوهم الناس رضا العلماء عما في كتب ابن تيمية من المسائل الخطيرة فشرعوا في كتابة الردود والتحذير ، ولو جئنا لحصر هؤلاء العلماء وتفصيل جهودهم في الرد على تنوعها من مؤلف خاص أو مقال أو محاضرات أو بحوث لطال الأمر جدا ونشير في هذه العجالة إلى أهم التصانيف التي كتبت في هذا المجال ، فمنها ( شواهد الحق ) للعلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني الأزهري هذا الكتاب الذي قرضه كبار العلماء بالديار المصرية أنذاك :

    العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي المالكي ، والعلامة علي محمد الببلاوي الأزهري المالكي ، والعلامة الكبير عبدالقار الرافعي الزهري ، وشيخ الإسلام والجامع الأزهر فضيلة الإمام عبدالرحمن الشربيني ، والعلامة مفتي الديار المصرية بكري بن محمد بن عاشور الصدفي الأزهري ، والعلامة الحافظ الكبير مفخرة المغرب الرحالة الشهير عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني المغربي ، والعلامة الفقيه الكبير السيد أحمد بك الحسيني الشافعي شارح الأم ، والعلامة سليمان العبد الشبراوي الشافعي الأزهري ، والعلامة أحمد بن حسنين البولاقي الشافعي الأزهري ، والعلامة الكبير أحمد البسيوني شيخ السادة الحنابلة الأزهري ، والعلامة محمد الحلبي الشافعي والعلامة سعيد الموجي ...
    وقد قال النبهاني في كتابه المذكور ص53 عن كتب ابن تيمية :
    (( مع أني وقتئذ لم أكن اطلعت على .. كتب ابن تيمية : منهاج السنة ، وكتابه المعقول والمنقول ... وكلها طبعت أخيرا ... ولكني كنت أرى تلك الأبحاث في كتب أخرى ردوها على ابن تيمية وشنعوا عليه بها ، ككتب الإمام ابن حجر المكي رحمه الله ، وجزاه خير الجزاء عن خدمة الشريعة المحمدية ، ورده تلك المسائل الشنيعة على ابن تيمية وإن لم يكن وحده أقام عليه النكير في ذلك ، بل كثير من العلماء من المذاهب الأربعة شتعوا عليه غاية التشنيع في ذلك رحمهم الله أجمعين ، وغفر له ما ارتكبه من هذا الأمر العظيم الذي ترتب عليه من المفاسد الدينية خصوصا من أتباعه فرقة الوهابية ما لا يعلم غير الله تعالى قدر الأضرار التي وصلت منه إلى الأمة المحمدية : من القتل والقتال وذهاب النفوس والأموال ، وحكمهم على كافة المسلمين من أهل المذاهب الأربعة بالشرك والضلال ، وما زالت أضرارهم إلى الآن سارية في الأمة حسا ومعنى ، وهم ومن أعجبه شأنهم ممن لا خلاق لهم في الدين ، مازالوا إلى الآن يشوشون عقائد كثيرة من ضعاف الطلبة وعوام المسلمين ، ويدعون الاجتهاد ، ويبغون في الأرض الفساد ، ولا يتبعون من مذاهب أهل السنة والجماعة سبيل السداد ، وما زال الشيطان يجهز منهم جماعة بعد جماعة ، وهم كل يوم في ازدياد ، ولله في ذلك قضاء لا يرد وحكم لا يعلمها إلا الأفراد .. )) اهـ المقصود .
    وصنف كذلك شيخ الإسلام ومفخرة الزمان مصطفى صبري التوقادي آخر مشايخ الإسلام بالدولة العثمانية في الرد .

    وصنف العلامة المحقق الذي لم تكتحل عين الدهر بمثله الإمام الخطير وكيل المشيخة الإسلامية بالدولة العثمانية الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري مصنفات كثيرة في هذا الباب
    وكل مصنفاته متوفرة في مصر بمكتبة الكليات الأزهرية .[b]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 8:58 pm