أهل السنة والجماعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهل السنة والجماعة

موقع أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية والعقائدية والرد على من خالفهم

  نرحب بكم بمنتدى أهل السنة والجماعة ، نرجو منكم الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك ، هدفنا من هذا المنتدى النصيحة لأنفسنا ولغيرنا ولسائر المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة ، الدين النصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم .

    آثارالنبي ..... والوهابية

    خادم السنة
    خادم السنة
    Admin


    عدد المساهمات : 163
    تاريخ التسجيل : 01/08/2009

    آثارالنبي  .....  والوهابية Empty آثارالنبي ..... والوهابية

    مُساهمة  خادم السنة الجمعة سبتمبر 25, 2009 9:04 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،


    وبعد :



    الآثار هي تلك التي تدل على وجود البشر ، وعلى وجود حضارتهم وثقافتهم الإنسانية ، وعلى حرفهم وأعمالهم وأمورهم وسائر أحوال حياتهم ، وتدل أيضا على وجود فترة زمنية معينة مرت بها هذه الأمة السابقة .
    وبالأحرى فلكل حقبة زمنية آثار ارتبطت بدين أو بغيره ، فهي تدل على وجود ناس ما ، ودين ما أو حتى ثقافة ما ، فكل أثر له دلالة بأمة عاشت وهلكت وبقيت بيوتهم شاهدة على وجودهم ، إذن نخلص للقول أن الآثار هي هوية أمة ، وطمسها أو تغييرها إنما هو طمس لهذه الهوية .
    والآيات كثيرة التي يأمرنا ربنا بالسير في الأرض ورؤية مساكن من قبلنا عظة وعبرة ، وهذه الآثار سواء كانت بيوتا أو آبارا أو ما يستخدم من أدوات للزراعة والصناعة وأشباه ذلك ، إذن السير في الأرض يقتضي وجود هذه الآثار ، ولم يقل الله سبحانه وتعالى بأن اطمسوا آثار من قبلكم لأنها تؤدي بكم إلى الشرك ، وأن هذه الآثار في بقائها ووجودها تنافي التوحيد جزءا أو كلا .
    وآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة ، كانت إلى حد قريب موجودة وتزار ويتبرك بها ، ولم يمنع أحد من علماء أهل السنة والجماعة الذين كانوا أئمة في الحرمين ذلك ، فما الذي استجد على الحرمين الشريفين ؟ .
    الذي استجد على الحرمين الشريفين ، فرقة من المسلمين تحكم على المسلمين بالكفر أحيانا وبالبدعة أحيانا ، يتركون اهل الأوثان ويقاتلون أهل الإسلام ، يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم ، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ، تكرهون صلاتكم عند صلاتهم ، طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه ، آخرهم لحوقا بالدجال ، نسال الله أن يعافينا والمسلمين وأن يهدي هذه الفرقة المسلمة عن طريق الضلال إلى طريق الخير والرشاد .

    أحب أن أذكر أهم أثرين للمسملين ، الأثر الأول هو بيت سيد المرسلين ، الذي ولد فيه ووضعته السيدة آمنة بكل يسر ويسهولة ، من هذا البيت خرجت الرحمة المحمدية لتعم العالم بالرحمة ودين الإسلام ، أصبح هذا البيت اليوم مكتبة وذلك من أجل سد الذرائع حتى لا يتبرك به أو حتى يعلم مكانه لأنه وسيلة للشرك فتغييره هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، الأثر الثاني هو بيت السيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها أم الزهراء وأم أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحيث سكن الرسول فيه مع زوجته رضوان الله عليها ، وبيت سكن أولاده ، ومكان تشرف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فترة من الزمن ، ومكان دخله الملك الكريم جبريل عليه السلام ، ومكان نزل فيه الوحي والفرقان ، تحول هذا المكان إلى دورات مياه – أكرمكم الله – سدا للذرائع الموصلة إلى الشرك .
    أحب أن أقف هنا عند هذين الأثرين الكريمين ، لماذا تم طمسهما ، من المعروف أن أي مسلم سواء كان عالما أو ليس بعالم في قلبه وجنانه حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم سجية وفطرة ، فهو من أوصل لنا هذا الدين الإسلامي ، الذي هو الدين المقبول عند الله سبحانه وتعالى ، ولو قيل لأي مسلم هذا بيت رسول الله لرأيت في قلبه الفرحة ، ويتمنى ويرجو من الله أن يوصله إلى مكة ليرى هذا البيت ، لأنه أثر لرسول الله حبيب رب العالمين .
    ولكننا بصراحة مطلقة نرى كل هذه القسوة في تغيير معالم مكة المكرمة ، وبشكل غير مبرر وغير مقبول ، وتحت سمع الناس الذين لا يملكون من أمرهم شيئا ، والبنايات الشاهقة ترفع حول المسجد الحرام والكعبة المشرفة ، حتى أصبحت مكة اليوم مختلفة كلية عن مكة المكرمة لمن عرفها قبل زمن بحوالي عشرون سنة كل ذلك تحت عنوان التوسعة لحجاج بيت الله الحرام كما قال سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه كلمة حق أريد بها باطل .
    هناك أمر هام يجب التنبه له والتفطن له ، وهو علماء المسجد الحرام الذين نقرأ عنهم في كتب تاريخ مكة المكرمة أن تحت كل سارية من سواري المسجد الحرام عالم من العلماء ، يدرس أحد العلوم الشرعية أو علوم العربية ، لكننا لم نجدهم في هذا المسجد هل ذهبوا طواعية من أنفسهم ، لكن من المعروف أن حياة العالم بين طلبته في المسجد هو أفضل له وأحب إليه ، كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين متحلقين حوله ، آخذين منه الدين والقرآن الكريم في المسجد ، بالفعل هذا السؤال يحتاج إلى جواب صادق وشاف دون مجاملة أو مداهنة لأحد كائنا من كان .
    بالنسبة للأثرين العظيمين في مكة ، بيت ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وبيت عاش فيه مع زوجته الكريمة خديجة رضي الله عنها ، أكان من تبرك بهذين يعتبر مشركا ، و علماء الحرمين الذي لا يفصل عنهم الآثارإلا امتارا ، كانوا يعرفون ذلك ويتغاضون عنه ، ويتساهلون في شرع الله وإنكار المنكر ، وتعليم الناس أن هذا يجب أن يطمس لأنه يفضي إلى الشرك ، ثم كتموا هذا الحكم الشرعي المهم كيف لا وهو يتعلق بعلم التوحيد ، وهو أهم شيء على الانسان تعلمه حتى قبل فقه العبادات ، ثم يتركون هذه الآثار ولا يطمسونها إلى اثنى عشر قرنا تقريبا ، أي الف ومائتين سنة هجرية ، ثم تأتي هذه الفرقة وتقول أنه مفضي للشرك وأنه لا يجوز إبقاؤه ، هل كان العلماء يخافون أن يجهروا بالحق ، ويتحرجون من كلمة الحق حتى لو عند سلطان جائر ، كلا ورب البيت العتيق ، فهذا تاريخ علماء الأمة يشهد لهم بأنهم أدوا الأمانة ، ونصحوا الأمة ، ولم يكتموا من العلم الشرعي شيئا إلا بينوه ، ومن اراد أن يعرف صدق ما أقول عليه أن يرجع إلى كتب التاريخ ، وكتب هؤلاء العلماء الأجلاء الذي ضحوا بحياتهم خدمة للإسلام والمسلمين ، ثم تأتي جماعة تدعى التوحيد الصافي وأنها على الحق ، وأن غيرها على الباطل وأن منهم كفارا ومنهم مبتدعة وكل الاتجاهين يجب التضييق عليهم وزجرهم حتى يبيدوا ، لكن الحق لا ينتهي ، بل يتم الله نوره ولو كره المشركون .

    وأخيرا إخواني المسلمين والمسلمات في كل انحاء العالم بكل طوائقهم سنة وشيعة ومعتزلة ... الخ ، أناشدكم بالدفاع عن آثار نبيكم مثل ما دافعتم عن شتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وان تقولوا هذه آثار نبينا وحبيبنا تذكرنا بأحب المخلوقات إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن إجماع المسلمين سلفا وخلفا على بقائها ، وأن التغيير أو الطمس هو طمس لهوية هذه الأمة الاسلامية ، التي أنا وأنت أحد أفرادها ، وأسال الله سبحانه وتعالى أن يجمع هذه الأمة على ما يحبه الله ويرضى .

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 1:08 pm