بسم الله الرحمن الرحيم
ألفاظ يجب الانتباه إليها خصوصا بين طلاب العلم الصغار والكبار ، فمثلا عند الاختلاف في مسئلة أو أكثر فليس معنى هذا أن المخالف أصبح عدوا لك أو أنه انشق عن أهل السنة والجماعة فما أكثر المسائل التي اختلف فيها أهل السنة والجماعة ولم نر أحدا وصف خصمه بأنه منشق أو أنه لا علم لديه ، أو وصف بأنه قد ترك أهل السنة وذهب إلى جماعة كالشيعة أو الإباضية او الوهابية أو أالمعتزلة او أي فرقة من الفرق ، ولم نر من علماء السنة السابقين من وصف من اختلف معه في مسئلة أو اثنتين أنه قد خرج خروجا على أهل السنة والجماعة ، بل كل ما هناك أن يتم الرد العلمي في المسئلة ولا يتهم بالخروج على أهل السنة والجماعة .
أخلص من كل هذا أن الاختلاف في الآراء محمود لا مذموم ما دام لم يكن في شيء قطعي متفق عليه ، فالآراء مقبولة ولا حرج منها وتعالج بالرد العلمي وترك كيل التهم جزافا يمينا شمالا ، فإن الله يحاسب على الكبير والصغير قال الله تعالى (( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ )) .
وهناك من طلبة العلم من يختلف مع أقرانه أو أكثر علما وفضلا ، فيبخسهم مكانتهم العلمية فعند الرد عليه يقول قال فلان ولا يقول قال الشيخ فلانا كذا وذلك لأنه يرى أنه لا يستحق المكانة العلمية التي وصل إليها ، لأنه خالفه في مسألة يراها هو من المسلميات وفي حقيقة الأمر هي من غير المسلمات ومن جهل شيئا عاداه .
أخلص من كل ما تقدم ، أن الاحترام لأهل العلم واجب مفروض ، سواء اختلفنا أم اتفقنا وهذا أمر مسلم به عند أهل السنة والجماعة ، ويتضح ذلك جليا في معاملات أهل السنة والجماعة لغيرهم من الفرق ، ومن أراد ذلك فلينظر إلى الردود على المخالفين وعلى غير المخالفين وسيرى الأدب والاحترام ، لأنه لا غرض لهم إلا إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، نعم هكذا كان أهل السنة والجماعة فأعلى الله شأنهم وكثر الله سوادهم وحماهم وحفظهم . والله أعلم