أهل السنة والجماعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهل السنة والجماعة

موقع أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية والعقائدية والرد على من خالفهم

  نرحب بكم بمنتدى أهل السنة والجماعة ، نرجو منكم الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك ، هدفنا من هذا المنتدى النصيحة لأنفسنا ولغيرنا ولسائر المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة ، الدين النصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم .

    خاطرة على أحداث المسلمين اليوم

    خادم السنة
    خادم السنة
    Admin


    عدد المساهمات : 163
    تاريخ التسجيل : 01/08/2009

    خاطرة على أحداث المسلمين اليوم  Empty خاطرة على أحداث المسلمين اليوم

    مُساهمة  خادم السنة الجمعة أغسطس 31, 2012 4:12 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه وعلى آله وصحبه وسلم ومن بالكل تمسك واعتصم .
    وبعد :

    نرى هذه الأيام ظاهرة ليست غريبة من نوعها ، وليست بدعا في هذا الزمان ، ولكنها تظافر قوى الشر كله على الخير كله ، تظافر ملل الإلحاد والشر والزندقة على ملل الحق والخير والمحبة .
    هذه المقدمة وإن كانت فيها قوة وربما مجازفة ، لكنها واقعنا الأليم وهذا ما حصل من غير زيادة أو تهويل ، لا يهدم الإسلام إلا أهله أو من تزيا بزيه ولم يكشف حاله ، لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ، يقاتل فيها أهل الإسلام ، ويترك فيها أهل الكفر والشر والعصيان ، يكمم العالم فلا ينطق ، ويترك الجاهل الأحمق يتكلم في العلوم ، ويضاف إليه العلامة أو العالم النحرير زيادة في الضلال ، وتعطى الفضيلة لكل محابي منافق للمال باغي ، يكتسب المال بالدين في الإعلان والإسرار ، وتمنح المنح لكل من للحق مال عنه وزاغ ، وترك في هذا الحال العالم التقي يبحث عن وظيفة تؤمن له قوت عياله ، ويا ليتها لقمة تكفي ، في هذا الزمن الذي زاد فيه الغلاء ، وزاد فيه المرض والبلاء ، وزلزلوا حتى يقول المؤمن التقي متى نصر الله ، زمن كله حيرة ، ترك الناس علماؤهم لأنهم مخطئون في نظرهم ، وذهبوا خلف بريق المال ، بريق لا يكاد يخطؤه أحد منا لأنه أصبح مقصدا قبل أن يكون وسيلة ، وأصبح هدفا وفكرا بدونه المسلم لا يكون ، وعنه المسلم يصول ويجول ، وفي ميدانه وفلكه يدور .
    ما نراه اليوم من تكسير قبور علماء الإسلام ، وأساطين قد أفنوا جل عمرهم إن لم يكن كله للإسلام ، تعلما وتعليما ونصحا وإرشادا ونصيحة للسلطان وغيره وحبا لكل المسلمين ، تكسر قبورهم وتنبش قبورهم وتهان ، وربما يعتقد الجاهل منهم أن هذا خيرا ومرضاة لله , ولو أتعب نفسه قليلا وتعلم قليلا ، أو على أقل القليل ناقش أحد معارضيه من أهل العلم ، لعلم أن حرمة المسلم الحي كحرمة المسلم الميت ، ولم يسأل أو يتسائل ألم يكن في هذه الحاضرة عالما أو طالب علم يغير هذا المنكر ، طوال هذه السنين الخالية ، أم هو ثقة في بعض من تسموا بالمشايخ زورا وبهتانا ، إن هؤلاء الناس من المسلمين ارتكبوا جرائم إهانة لشعائر الاسلام ، وقد قال الله تعالى ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وإذا لم يكن هؤلاء العلماء والصلحاء هم من شعائر الله فما هي شعائر الله ، وإذا لم يكونوا هم أولياء الله وأحباؤه وأولياؤه فمن هم أولياء الله ؟؟
    ماذا استفاد الإسلام بهدم قبر كائن من كان ، وما هدف من كسر وجمع جنده ثم أزال ومحى وعاث في الأرض الفساد ، لقد قال الله سبحانه وتعلى مرغبا لنا في السير في الأرض لرؤية عاقبة الذي من قبلنا في كتابه العزيز وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ وقال سبحانه وتعالى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
    السير في الأرض مطلوب ومرغب فيه في كتاب الله الكريم ، فقد أرادنا إن نرى الأقوام الكافرة التي من قبلنا لأخذ العظة والعبرة من هذه الأمم ، أفلا نأخذ العبر من آثار من خلفنا ومن قبلهم من علمائنا وصالحينا بما ساروا عليه ، من صلاح وعلم وتقوى حتى أحبهم الناس وميزوهم عن غيرهم من الأموات بقبة أو بناء تكريما لهم وإجلالا لهم ، لا لدنيا فانية ولا منصب عال رفيع ، بل لله سبحانه لأن الله أحبهم فخلد ذكراهم ، وكل من يرى هذه الآثار فإنه سيسأل من صاحب هذا المقام ، وما عمل ، ولماذا ترك هذه القبر مشهورا يزار ، فيسأل ويعرف من صاحبه وما سيرته ، وإن لم يكن هذا الشاهد موجودا فكيف سيسأل ؟ وكيف سيعرف ؟ بل كيف سيعرف تاريخ هذه المنطقة إلا بآثارها وتاريخها .
    لقد ترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مدافن الفراعنة في مصر شاهدة ، لم يغيروا فيها لا بنبش ولا بتكسير ولا بتغيير ، وترك أيضا آثارا في الأردن وسوريا وأفغانستان ، بما فيها من أصنام ولم يهتموا بها بل تركت مع وجود القدرة الكاملة والسلطة القوية في تلك البلاد ، ولم نسمع أحدا من علماء الأمة أفتى بتكسيرها في تلك الفترة أو في ما بعدها إلى ما قبل هذه الفترة التي تحدث فيها أحداث باسم الإسلام والإسلام منها براء .
    إن ألأولى بمن يريد ثواب الله أن يبدأ بتكسير آثار الكافرين إن كان من الصادقين ، في حبه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن يظهر كذبهم وخداعهم لأن القوة الحاكمة ستمنعهم لأنها آثار تاريخية تجلب لهم السياح وتدخل عليهم أموال تساعد في دخل الدولة .
    ولا يفهم من كلامنا هذا تحريض على هدم أي أثر مهما كان ، ولكن إقامة حجة على من عمي عنها وزاغت قلوبهم وأبصارهم ، عن رؤية الحق والتعامي والتساهل في دين الله ، والفتيا فيه بغير حق ، وترك أهم شيء أراده الله منا وهو الدعوة الإسلامية لغير المسلمين ، ولكننا اليوم منغلقون على أنفسنا بكافة فرقنا الإسلامية وترك الواجبات خلف ظهورنا ، خدمة للعدو الذي عجز أن ينالنا بسيفه فنالنا بسيوفنا على بعضنا البعض ، وجعل الاختلاف بين فرقنا الإسلامية بين الكفر المحض والإيمان المحض وهذا ما كان إلا بوعي كبير ودراسة للإسلام وحالة المسلمين اليوم ، ونقل المعركة إلى بيوتهم كما قال الله تعالى في كتابه الكريم يخربون بيوتهم بأيديهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 12:31 am