أهل السنة والجماعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهل السنة والجماعة

موقع أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية والعقائدية والرد على من خالفهم

  نرحب بكم بمنتدى أهل السنة والجماعة ، نرجو منكم الإنضمام إلى هذا المنتدى المبارك ، هدفنا من هذا المنتدى النصيحة لأنفسنا ولغيرنا ولسائر المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة ، الدين النصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم .

    يوم الرزية

    خادم السنة
    خادم السنة
    Admin


    عدد المساهمات : 163
    تاريخ التسجيل : 01/08/2009

    يوم الرزية Empty يوم الرزية

    مُساهمة  خادم السنة الأربعاء أكتوبر 28, 2009 9:23 pm

    لقد ذكروا يوم الرزية حيث كان الصحابة مجتمعين في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطلب الرسول أن يكتب لهم كتاب ً ا لا يضلوا بعده أبدًا, ومنعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


    ((قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس, اشتد برسول الله وجعه فقال: هلم أكتب لكم كتاب ً ا لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كلام الله فاختلف أهل البيت واختصموا منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتاب ً ا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    قوموا عني )) .



    ونحن نرى أنه شفقة بمرضه صلى الله عليه وآله وسلم منعه رضي الله عنه وأنتم تقولون أن عمر رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهذي ، وحاشا لله أن يصدر ذلك من عمر وهو الذي ظل يتأسف عن يوم الحديبية إلى أن توفي فكيف صدر هذه اللفظة من سيدنا عمر بحق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله عز وجل عنه ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (سورة النجم: 4:3:) .

    وقد تكلم العلماء على الحيث بما يشفي العليل ويروي الغليل وقد أطال النفس في الكلام عليه محيي الدين النووي في شرح مسلم وأتى فيه بنفائس فرأيت أن أنقله مع اختصار له .

    قال رحمه الله تعالى : ( اعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ليس معصوما من الأمراض والأسقام العارضة للأجسام ونحوها مما لا نقص ولا فساد لما تمهد من شرعيته .

    فإذا علمت ما ذكرناه فقد اختلف العلماء في الكتاب الذي هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقيل : أراد أن ينص على الخلافة في إنسان معين لئلا يقع فيه نزاع وفتن ، وقيل : أراد كتابا يبين فيه مهمات الأحكام ملخصة ليرتفع النزاع فيها ويحصل الاتفاق على المنصوص عليه وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم بالكتاب حين أوحي إليه بذلك ونسخ ذلك الأمر الأول .

    وأما كلام عمرل رضي الله عنه فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره لأنه خشي أن يكتب صلى الله عليه وآله وسلم أمورا ربما يعجزوا عنها واستحقوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها فقال عمر : حسبنا كتاب الله لقوله تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) الأنعام : 38 ) وقوله : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) (سورة المائدة: من الآية 3) فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة وأراد الترفيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان عمر أفقه من ابن عباس وموافقيه ، قال البيهقي : ولو كان مراده صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب ما لا يستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره لقوله تعالى ( بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) (سورة المائدة: من الآية 67)

    وفي تركه صلى الله عليه وآله وسلم الإنكار على عمر دليل على استصوابه . وقال البيهقي : وقد حكى سفيان بن عيينة عن أهل العلم قبله أنه صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يكتب استخلاف أبي بكر رضي الله عنه ، ثم ترك ذلك اعتمادا على ما علمه من تقدير الله تعالى ذلك كما هم بالكتاب في أول مرضه حين قال : وارأساه ثم ترك الكتاب وقال : يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر (( ثم نبه أمته على استخلاف أبي بكر بتقديمه إياه في الصلاة )) .

    ومن المؤسف ما صدر عن أحد دعاتهم المعاصرين حيث رمى سيدنا عمر بن الخطاب بالجهل مستندا في ذلك إلى ما ذكره البخاري ( على حد زعمه ) أن رجلا لم يجد ماء فقال له عمر : لا تصل وكأنه لا يعرف شيئا عن التيمم كما أن امرأة سألته عن الصداق فقال : لا أدري ، ويستنتج من ذلك أنه جاهل فكيف يتجرا هذا وأمثاله على رجل من أكابر تلاميذ رسول الله فيتهمه بالجهل !! فأين هو من فقه عمر ؟ .

    أما قول عمر رضي الله عنه : ( لو لا علي لهلك عمر ) فهو من تواضعه وعرفانه لأهل الفضل وأنه كان دائم التقدير لسيدنا علي كرم الله وجهه مما ينفي بغضه لعلي ( الذي يدعيه هؤلاء ) بل إنه كان يقدره ويستشيره ويستنير بآرائه .



    نقلا من كتاب الأدلة الباهرة في نفي العداوة بين الصحابة والعترة الطاهرة للشيخ الدكتور عمر بن عبد الله كامل حفظه الله تعالى .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 7:59 am