بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
يرى بعض الأخوة لنا في هذا المنتدى تكفير الشيعة الامامية لبعض اقوال لهم في الصحابة وأمهات المؤمنين وبعض الاعتقادات ، ونحن نحالفهم في هذا التوجه فالشيعة مسلمون وهم من مبتدعة المسلمين ومن أهل القبلة ، ويوجد فتوى دار الافتاء المصرية وهي هيئة فيها كبار العلماء على مستوى عال ويكفي انهم من علماء الازهر البناء الشامخ الذي لا زال بركاته وفائدته للأمة جمعاء فلهذه المدرسة فضل كبير في الدفاع عن أهل السنة والجماعة (http://dlil.almosaferon.com/get-36.html) قد افتوا بأن الشيعة مسلمون ونحن مع علماء الأمة .
وزد على ذلك قول الشيخ علي جمعة حفظه الله تعالى مفتي مصر في برنامج تلفزيوني في قناة اقرأ بقوله ان المذاهب الأربعة على اسلام الشيعة مع فسقهم وانفرد الامام السبكي رحمه الله تعالى بتكفيرهم في من الصحابة .
وكذلك الشيخ محمد سعيد البوطي قال ان من سب الصحابة لا يكفر لأن ذلك ليس من الدين بالضرورة ولكنه يكون فاسقا ايا كان سنيا ام شيعيا وإليك جملة من فتاويه في هذا الرابط (http://www.bouti.com/qsearch.php ) .
وكذلك الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى يريد التقارب بين السنة والشيعة فلو كانت الشيعة كفارا فلماذا يريد الشيخ التقريب بيننا وبينهم وهذا رابط للشيخ يوسف القرضاوي من موقعه الرسمي .(http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=4750&version=1&template_id=130&parent_id=17 )
وسأبدا بذكر علماء أهل السنة والجماعة :
يقول الامام الأشعري في مقالات الاسلاميين (اختلف الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم في أشياء كثيرة ضلل فيها بعضهم بعضاً وبرئ بعضهم من بعض فصاروا فرقاً متباينين، وأحزاباً متشتتين، إلا أن الإسلام يجمعهم ويشتمل عليهم) لا حظوا كلمة أن الاسلام يجمعهم وهذا تصريح من الامام الأشعري بإسلام كل هذه الفرق وتصريح آخر بالمحتوى حيث جعل اسم كتابه مقالات الاسلاميين .( أي كل ما فيه هو اقوال المسلمين سواء كانت صحيحة ووافقت الشريعة او فاسدة مردودة فلا يحكم على صاحبه أكثر من كونه مبتدعا فاسقا لكنه مسلم ولا يزول عنه الاسلام بحال من الاحوال ) .
ويقول الامام أبو حامد محمد الغزالي رحمه الله تعالى ورضي الله عنه في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد ما نصه (الرتبة الرابعة: المعتزلة والمشبهة والفرق كلها سوى الفلاسفة، وهم الذين يصدقون ولا يجوزون الكذب لمصلحة وغير مصلحة، ولا يشتغلون بالتعليل لمصلحة الكذب بل بالتأويل ولكنهم مخطئون في التأويل، فهؤلاء أمرهم في محل الاجتهاد. والذي ينبغي أن يميل المحصل إليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلاً. فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم. وقد قال صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها. وهذه الفرق منقسمون إلى مسرفين وغلاة، وإلى مقتصدين بالإضافة إليهم، ثم المجتهد يرى تكفيرهم وقد يكون ظنه في بعض المسائل وعلى بعض الفرق أظهر. وتفصيل آحاد تلك المسائل يطول ثم يثير الفتن والأحقاد، فإن أكثر الخائضين في هذا إنما يحركهم التعصب واتباع تكفير المكذب للرسول، وهؤلاء ليسوا مكذبين أصلاً ولم يثبت لنا أن الخطأ في التأويل موجب للتكفير، فلا بد من دليل عليه، وثبت أن العصمة مستفادة من قول لا إله إلا الله قطعاً، فلا يدفع ذلك إلا بقاطع. وهذا القدر كاف في التنبيه على أن إسراف من بالغ في التكفير ليس عن برهان فإن البرهان إما أصل أو قياس على أصل، والأصل هو التكذيب الصريح ومن ليس بمكذب فليس في معنى الكذب أصلاً فيبقى تحت عموم العصمة بكلمة الشهادة. ) .
قال السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله تعالى مانصه في كتابه مفاهيم يجب أن تصحح (قال العلامة الإمام السيد أحمد مشهور الحداد : وقد انعقد الإجماع على منع تكفير أحد من أهل القبلة إلا بما فيه نفي الصانع القادر جل وعلا أو شرك جلي لا يحتمل التأويل أو إنكار النبوة أو إنكار ما علم من الدين بالضرورة أو إنكار متواتر أو مجمع عليه ضرورة من الدين .
والمعلوم من الدين ضرورة كالتوحيد والنبوات وختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم والبعث في اليوم الآخر والحساب والجزاء والجنة والنار يكفر جاحده ، ولا يعذر أحد من المسلمين بالجهل به إلا من كان حديث عهد في الإسلام فإنه يعذر إلى أن يتعلمه فإنه لا يعذر بعده.)
وفي موضع آخر ينقل السيد العلامة محمد بن علوي المالكي رحمه الله تعالى ما نصه (وكان إمام الحرمين يقول : لو قيل لنا : فصِّلُوا ما يقتضي التكفير من العبارات مما لا يقتضي ، لقلنا : هذا طمع في غير مطمع فإن هذا بعيد المدرك وعر المسلك يستمد من أصول التوحيد ومن لم يحظ بنهايات الحقائق لم يتحصل من دلائل التكفير على وثائق .) .
ونسأل سؤالا واحد لكل من اتهم الشيعة خصوصا الامامية بالكفر والخروج من المسلمين نهائيا هل انكروا او جحدوا شيئا من الشريعة الغراء كاركان الاسلام او انكروا الخالق سبحان هوتعالى او أتوا بدين غير موجود في الاسلام ؟؟؟
إن لهذا السؤال جواب من اخواننا الذين خالفونا وأصروا على التكفير وهاجمونا مرة بالتجهيل ومرة بعدم الاطلاع وكأن تكفير المسلمين شيئا سهلا وأمرا بسيطا ولكن اقول لهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من كفر مسلما فقد كفر ) .واقول لهم ايضا تعالوا اجيبوا على هذا السؤال وناقشونا وأما ترككم لنا فرأي غير سديد ونهج غير قويم .
وستبقى هذه الغرفة المباركة عنوانا للدعوة إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة ، ما دامت السموات والأرض ، وما دام كتاب الله يتلى وما دام يرفع الأذان في كل منارات مساجدنا .